تمثّل البيئة بيتنا الآمن الذي نحب أن نراه بأفضل شكل وبأبهى حلة، وإن وجدنا فيه يومًا سوادًا على واحدة من حيطانه، هل نرضى ببقائه؟ بالتأكيد لا نرضى، وقياسًا على ذلك، إن أي خلل في موازين البيئة الحاضمة لنا، سيؤدي إلى اختلال في أجسامنا ونفسيتنا، ومن المحزن، أن هذا الاختلال قد صار اليوم هو العنوان الأول لكلمة البيئة، فأينما ذهبنا، أينما قرأنا عن البيئة، وجدنا أن التلوث الحاصل فيها اليوم هو الموضوع الأكثر تداولًا والأكثر حزنًا. إنّ للتلوث البيئي العديد من الأنواع، ويعدُّ تلوث الأرض الذي يحدث باختلاط المواد الكيميائية في التربة أولها؛ ويكون ذلك بالإكثار من استعمال المبيدات والأسمدة الزراعية، أو التعدين، أمّا تلوث المياه التي نعيش بوجودها والناجم عن دخول المواد الكميائية، أو الكائنات الحية الدقيقة إليها، واختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه الصالحة للشرب، فهو ثاني الأنواع. أمّا ثالثها فهو تلوث الهواء الذي يسببه دخول عناصر كيميائية ضارّة تعكر صفوه وتخلّ بتركيبه، ويحدث هذا غالباً بفعل نشاط بشري كانتشار دخان المصانع وعوادم السيارات، أو بنشاط طبيعي كتصاعد أبخرة البراكين، والحرائق وغيرها، التي قد تؤدي إلى حدوث أضرار صحية. يظهر خطر التلوث البيئي واضحاً على الفرد والمجتمع، وإنّ ما ينبغي القيام به من أجل حماية البيئة والحد من تلوثها هو توفير الطاقة وترشيد استهلاكها، وتوفير المياه، والحفاظ على نظافة البيئة وخلوّها من النفايات التي يجب تدويرها لكي يُستفاد منها مرّة أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق